الحلقه (10)..”مغتربه داخل قلبه “.
_ الطريق إلي المعرفة _
——–
مـر اكثر من اسبوعين كاملين ، كانت هذه هي الأيام الأولى لـ حلول شهر رمضان الفضيل ، قد اتفقـا علي السفر لقضاء شهر عسلهمـا بأمريكا حيثُ مسقط رأسه بها ولكن مـا ان ينتهي شهر الصيام ،،،
قامت بفتح باب الغرفة في ثبـات ووجوم لتجدهُ مـا زال غارقًا في نومهِ ولم يستمع لنصائحها لهُ أبدًا .. ضيقت عينيها بغيظِ وراحت تندفع إلي ستــار الغرفة تفتحه بهمّة ونشــاط ، كان لا يزال نائمًا حينما وجد أشعه الشمس تتجه بشعاعها إلي عينيه ،حرك أهدابه بثقلِ وحنق ليفتح عينيه نصف استفاقة ليجدها تتخصر أمامه وبنبرة ثابتة أردفت :
_ لمـاذا لم تستيقظ حتي الآن يُوسف ؟! ، ستفوتك صلاة الجُمعه بالمسجد ومن ثمه لا يصح النوم لـ فترة أكبر من ذلك في شهر رمضان المُبــارك !!
هو بنبرة رخيمة يخالطها الخمول : إتركيني وشأني اسلام؟ .. لم نتفق على ذلك أبدًا ، لم تقولي ليّ قبل الزواج بكِ .. بأنكم لا تأكلون ولا تشربون حتي غروب الشمس .. كيف أفعلها أنا ، ياربي انا اتدهور جوعًا .. استغيث ولا أحد يُطعمني شيئًا .
رفعت أحد حاجبيها ومن ثم ذمت شفتيها وراحت تقترب منه لتردف بعصبية خفيفة:
_ هذا امتحان لك كي تتحكم بغرائزك وتُصبح أكثر صبرًا وتحملًا علي مشاق الدُنيا ، وبهذا الصيام تؤجر عند الله وتجمع حسنات تدخل بها الچنه .. هيا قُم فاغتسل وفرشي اسنانك اليهو…
هو مُقاطعًا إياها بغيظًا وهو يفتح فمه بارزًا عن اسنانه : لم تعد يهودية الآن ، فقد أصبحت بيضاء ناصعة كي توائم الاسلام كما تقولين ، هلا هدأتي وأتيتي ليّ بطعام خلسة ؟
صرت علي أسنانها ومن ثم كورت كفيها وراحت تصرخ بحدة : مـــاذا ؟!!
تنحنح قليلًا قبل أن يبعد الغطاء عنه ومن ثم يتدلي من الفراش مُرددًا بقلقِ من هيئتها :
_ لأغتسل إذًا يا حُضن الورد .. هذا سيء علي الجنين حبيبتي .
اسلام وهي تضرب الأرض بقدميها : لستُ حاملًا اصلًا .. اي جنين هذا ؟! .. ألهمني الصبر يا الله .
ضحك هو ملء شدقيه في تلك اللحظه ، إتجه إلي المرحاض علي الفـــور ومـا أن دلف داخلهُ حتي قام بفتح صنبور المياة .. قبض راحته قليلًا ومن ثم قربها من المياة حتي إمتلأت همّ أن يرتشف جُرعة الماء هذه ليتوقف لوهلة وبنبرة مُتأففه تابع :
_ ألن تتغير يا چوزيف ؟ .. ما الذي سيُفيدك من الكَذب ؟.. طالما قررت الصوم إحترامًا للمحيط حولك فيجب أن تكون علي قدر تحمل هذا القرار .. والآن أترك الماء جانبًا وتوضأ كي تؤدي مجموعة التمارين التي تفعلهـا كُل يوم !!
تنهــد چوزيف بعُمق ، رفع وجهه إلي المرآه المُعلقه أمامهُ ، شعر بوجود أحدهم خلفـه ولكنه تشخص في صورته ليردف هذا الوجه بثبات :
_ لمـاذا تقف بين السمـاء والأرض يا چوزيف؟ ، لستُ بمسلم ولا يهودي !! .. مَن أنت إذًا .. أنا سأُخبرك ، أنت چوزيف ألبرت الذي نوى نصب فخ لـ زوجتهُ فوقع هو به ، قلبك هذا أصبح وليد الاسلام ،ولكن عقلك لم يعترف بهذا بعد ، فـ التمارين التي تقوم بها كُل يوم مُتخذ الراحة سببًا لأدائها ، يُصدقها قلبك ويتخذها سبيلًا للصلاح ، ولكن إن بقي عقلك يرفض الحق فلن يخسر أحدًا في لعبة الانتقام هذه سواك !!!
أخفض چوزيف رأسه قليلًا ليُلقي الماء بوجهه وراح يحركها بقوة يحثها علي الاستفاق ومن ثم بدأ يتوضأ بالطريقة التي حفظها عن ظهر قلب …
——
(بإحد المنازل بأمريكا )
_ لا يُجيب علي مُكالماتي يا روبرت !! .. هل يفعل هذا قصد ؟ .. لقد تغير كثيرًا .. أخاف أن أكون خسرته او انقلبت اللعبة علينـا واتخذته هذه الفتاة في صفها ؟!
أردفت (كاثرين) بتلك الكلمات في صراخِ وهي تسير داخل الغرفة ذهابًا وإيابًا وهي لم تستوعب بَعد تجاهله لهـا والتماطل في المجيء إلي أمريكا كما كان يعدها …
روبرت بشرود : أتعتقدين أنه أحبها ؟
إلتفتت كاثرين إليه لتجدحه بنظرة نارية ومن ثم وقفت أمامه مُردده بحدة :
_ ليحدث هذا علي جُثتي فقط يا روبرت ؟ ، چوزيف ليّ وحدي .. وهي مُجرد لعبة في دائرة انتقامنا .. ولكنني لا أجد تفسير لتغيبه عني وتجاهله لـ اتصالاتي !!
هوت إلي أقرب أريكة قابلتهـا .. أشتدت حدة عينيها لتردف بنبرة صارمة للغاية :
_ أقسم بأنني سأقتلها قبل أن تأخده مني .
——–
_ كفاك تذمر صبياني يا يُوسف ! ، كلما أحسست بجفاف حلقومك ، استغفر كثيرًا كما علمتك ومن بعدها سـ تنسى أنك كُنت عطشًا .
أنهت حديثهـا وهي تجلس إلي جانبه بالمقعد ، عـاد برأسه للخلف في إنعدام توازن .. فيما تابعت هي بحنو زائد :
_ أعلم أنك جديد علي هذا الآمر ، ولكن صدقني في صعوبة هذه اللحظات سيُغفر لك الكثير يا عزيزي .. ابتعد عن التذمر حتي يُكتب لك الثواب كاملًا .. والآن جاء ميعاد التسميع .. واجبك كان سورة المُلك ، والآن أتل عليّ ما حفظته .
فتح عينيه نصف نظرة .. لترفع هي أحد حاجبيها وبنبرة ذات مغزي تابعت :
_ إن تفوقت علي نفسك وأجدت حفظها ، سأهديك شيئًا عظيمًا .. وستحبه كثيرًا إن شاء الله .
أومأ چوزيف برأسه في خفة ، بدأ يقرأ النص القرآني شفهيًا .. يُخطيء في النُطق تارة ويُصيب في أخرى .. ولكن أدائه كان مُرضيًا بالنسبة لهــــا ..
أغلقت المصحف بسعادة غامره ، اقتربت منه بخفة ومن ثم طبعت قُبلة علي خده قائله بلمعة أمل داخل مُقلتيها :
_ أحسنت يا حبيبي .. وهذه هديتي لك .
وضعت أمامه علبة قطيفة كبيرة الحجم قليلًا ، ضيق عينية بلهفةٍ وفضول ليرفع الغطاء بتروّي ليجد مصحفًا من اللون الذهبي .. ابتسم بثبات فيما تابعت هي بمرح :
_ هل أعجبك ؟ .. لقد إشتريته لك خصيصًا لتحتفظ به ويُصبح لك وحدك ..أريدك أن تعلم شيئا .
رمقها چوزيف بترقُب فيمـا استأنفت حديثها بثبات فقالت : مـا أن يشتد عليك الضيقِ أو الهمّ .. ما عليك إلا أن تُغمض عينيك وتفتح صفحتين من المُصحف عشوائيًا ، إبدأ في قرأتهما بتمعنِ وستجد حل مُشكلتك وزوال همك بهمـــا .
تلعثم چوزيف في عباراته قليلًا قبل أن يُتابع بسؤال ثابت :
_ هل سيُحاسبنا الله علي إيماننا المُذبذب بأشياء مــا ؟!
عقدت اسلام ذراعيها أمام صدرهــا ، افتر ثغرها عن ابتسامة هادئه لتردف :
_ لا يوجد بالاسلام ما يدعو بـ (الايمان المُذبذب ) يا يُوسف !!! .. إما أن تؤمن أو لا ، (الإيمان هو قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارحِ يزيد بالطاعة أو ينقُص بالمعصية ) .. أي عليك ان تؤمن إيمانًا كاملًا بما يلفظه لسانك فيحبه قلبك ويتأثر به فـ يستقيم ، أما بشأن الجوارح هي الصيام والصلاة والعُمرة ، أركان الاسلام كما أخبرتك في السابق .
ابتلع چوزيف ريقه بصعوبة ، زاغ بصرهِ للبعيد قليلًا وكأنه ينهر نفسه علي ما تفعلهُ ، يشعر وكأنه في طريق مظلمه اختارهـا برغبته فهو لا يطبق الاسلام كاملًا ولا يشعر بإنتمائه لليهودية أبدًا .. في تلك اللحظه ردد بنبرة متوتره قليلًا :
_ أحيانًا أشعر وكأنني غير أهلٍ للاسلام ، أو ربمـــا هُناك خمول في إيماني ؟
ذمت اسلام شفتيها بعبوسِ خفيفٍ .. وسرعان ما إنفكت عُقدة وجهها وكأنها تُفسر ما قاله بتروّي وعلي دراية منها لتقول بنبرة ثابتة :
_ اسمع يا يُوسف ما تتعرض لهُ ليس سوي وساوس من الشيطان .. يردعك عن طريق الحقِ ، فـ الشيطان هكذا دائمًا أشد أعدائك يأخُذك إلي سفح الجبل ومـا أن تُصبح علي حافة الهاوية حتي يصرخ متبرأ منك وكأنه لم يسحبك معه إلي هذا الجبل .. لذلك حذرنا الله من الشيطان في عدة آيات مُتفرقة ليقول عز وچل :
( يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السِلم كافة ولا تتبعوا خُطوات الشيطان ، إنه لكم عدو مُبين ) … خُطوات الشيطان تتلخص في كسر الحواجز بين الانسان والحرام شيئًا فشيئًا ومن ثم يتغلب عليك ببُطء حتي تقع في مصيدة الكُفــر .. ما عليك إلا أن تفسد خطته .. أبدًا لا تسمع لهُ يا يُوسف فأنت مُسلم ولا يوجد تذبذب في ذلك .. وإلا ظلمت نفسك .
_ السلام عليكم أعزائي ، عذرًا علي المُقاطعة ولكن أريد أخذ وصفة لإحدي الأكلات منكِ .. كي أطهوها وأُثبت نفسي اليوم أمام والدتكِ .
أنهي ضاهر حديثه وهو يقف أمامهما بمريول الطهي .. نظر كلاهما إليه بعينين جاحظتين فيما تابعت اسلام بنبرة مصدومة :
_ أبي ! ، أنت مَن ستطهو ؟
ضاهر بثقةِ : والدتكِ من تحدتني وأنا قَبلـت .
أطلق چوزيف قهقه خفيفة علي هذه الثقة التي تعتمر داخل صدر هذا الشيخ الكبير ، نهضت اسلام من مكانها ومن ثم صارت معهُ حتي حجرة إعداد الطعام المُلحقة بالطابق الأرضي داخل القصـــر …
ظل يُراقب خطواتها حتي غابت عن عينيه خلف جدران الممــر ، تنهــد بأسي وهمّ ليُقرر الذهـاب إلي غرفتهِ ، فبداخله إيمانًا قويًا بما قالته وليس هذا فحسب .. إيمانه بالاسلام أصبح جليـــًا كعين الشمس ..قلبهُ يقتنع ويقتنع ويُحب ما يفعله ولكنـــه في حاجه ماسة لترسيخ هذا الإيمان داخله ،،،
حمل الصُندوق الذي أحضرتهُ لــهُ .. دلف إلي غرفتهِ في الحـال ، وضع الصندوق جانبًا ومن ثم راح ينظُر إلي شاشة الحاسـوب ليجد مـا كان يتوقعه .. رسالة إليكترونية من كاثرين .. تلح عليه بأن يرد علي اتصالاتها .. امسك هاتفه ليقرر إجراء اتصالًا بهـا ومن أن أجابت حتي هتفت بحنقِ :
_ مــاذا تفعل بيّ يا چوزيف ؟ ، أتريد قتلي خوفًا عليك ؟! .. أم أنها أنستك حبيبتك وبلدك ؟
ضغط چوزيف علي عينية بحنقِ لا يود سماع صوتهـا أبدًا .. كيف يُخبرها بأن لُعبة الانتقام هذه قد إنتهت وأنه أحب زوجته بصدق خالص .. أحبها وكأنه وُلد علي يديهـا .. إنسان صادق بلا أخطاء أو هموم ! .. كيف يُخبرهـا بأن الضلال لم يكُن بهـا .. بل هو من ضل طريق العبث ليأتي أليها راضخًا يبحث عن الاسلام فيهـا .. كيف يُخبرها بأن في الاسلام راحتهُ وطمأنينته وأن زوجته أصدق حُضن قد ذاقه علي مــر السنين ، يختلف كثيرًا عن مـا عايشة من علاقات في السابق ، كالحلوى المُغلفـه والمعروضة للزينة وحُرم الإقتراب منهـا بينما وجد هو هذه الفرصة فحظى بهـا ؟ ، تنهــد بصدر أثقله الهم فيما أردفت هي بنبرة ساخطة :
_ ألا تسمعني يا چوزيف ؟! ، فلتُنهي هذه اللعبة وتأت ، لم أعد أريد أن أنتقم .
في تلك اللحظه فار فائرهُ ليردف بعصبية خفيفة : اسمعيني جيدًا يا كاثرين .. أنا أعشق زوجتي ..لن أُنفذ مـا كُنت اسعى لأجلهِ .. ولن أُمكنكما منهـا أبدًا ، حتي خُصلة واحدة منهـا لن ترونها حتي في أحلامكما .. انس چوزيف القديم .. اليوم أنا اسمي ( يُوسف ) .. مُسلم الديانة بإيمان كُلي ، أعترف بالاسلام دينًا قلبًا وقالبًا .. أحببت الاسلام منها ومعهـا .. والآن لا أرغب أن أرى اسمكِ علي شاشة هاتفي مُجددًا .. اتسمعين ؟! .
صدح صوت قهقه عالية منهـا عبر سماعة الهـاتف لتردف بنبرة ساخرة :
_ مَن ؟ .. يُوسف !! .. وأي اسلام هــذا ؟ ، لا يا عزيزي .. إن لم تأت في الموعـد الذي سأُحدده أنا .. سأُخبر زوجتك وأهلها بأنك تسعي للإيقاع بهـا وقتلهـا ، سأضمر النيران داخل عش زواجك العظيم هـذا .. أعدُك .
صر علي اسنانه بغيظِ ، قام بإلقاء الهاتف أرضًا .. تصبب العرق من جبينه بإختناقِ فمـا كان منهُ إلا أن فتح الصُندوق وأخرج المصحف ليبدأ في تجربة الطمأنينة هذه ،،،
أغلق عينيه بخفة ليفتح المصحف بطريقة عشوائية ومن ثم يبدأ في قراءة سطورهما ليُردد بنبرة هزيلة عندما استوقفته هذه الآية :
_ ( إن الله يأمر بالعدل والإحسٰن وإيتآيٕ ذي القُربى وينهى عن الفحشاءِ والمُنكرِ والبغىِ يعظكم لعلكم تذكرون ، وأوفوا بعهـد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمَٰن بعد توكيدها وقد جعلتم اللهَ عليكم كفيلًا إن الله يعلمُ ما تفعلونَ ، ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعدِ قُوةٍ أنكٰثًا تتخذون أيمٰنكُم دخلا بينكُم أن تكون أُمة هي أربىٰ من أُمةٍ إنما يبلوكمُ الله به وليُبينن لكم يوم القيِٰمةِ ما كُنتم فيهِ تختلفونَ ) … (سورة النحل .. الآية 90-92) .
اسند جسدهُ للوسادة ما أن انتهي من قراءة هذه الآيات .. أغمض عينيه بقهرِ والصدمة تُسيطر علي سائر جسده ليردد بنبرة مهزوزة :
_ وقد جعلتم الله عليكم كفيلًا ! .. يارب .
_ يُوسف ؟!
استفاق من غُفوتهِ علي نبرة صوتها الهادئة وهي تجلس إلي طرف الفراش أمامه ، تحرك بثقلِ ليعتدل في نومته جالسًا وبنبرة متسائله أردف :
_ هي الساعة كام ؟
اسلام وهي تُقرب حبة التمر من فمهِ : لقد حان وقت الإفطار ، أعلم أنك تتدهور جوعًا عزيزى .. افتح فمك ؟
رمقهــا چوزيف بنظرة حانية وكأنه يرجوها أن تُسامحه في صمت ، وضعت الحبة في فمه ليمضعها بهمّة فاتره وكذلك قامت بمد كوبًا من الماء له لتقول بمرح :
_ إرتشف القليل منها .. القليل فحسب !!
هزّ چوزيف رأسه سلبـًا ، إلتقط الكوب منها ومن ثم وضعه جانبًا وبنبرة وهنه أردف وهو يُلقي بنفسه في أحضانهـا ،،،
_ لا أريد مـاء .. فقط أبق أنتِ إلي جانبي ، تحتضنيني وقت وقوعي .. أتعرفين يا حُضن الوردِ ، أنا أُحب ما قولتيه ليّ ذات مرةً .
اسلام بهدوء : ماذا قولت ؟
تنهـد تنهيدة حارقة ليردف قهرًا :
_ أنني مُسلم وإن الاسلام دين كامل ، وكُل الأخطاءً التي نرتكبها هي سهوًا منا ، ولا ترتبط بالدين في شيء .. سامحيني أرجوكِ .
اسلام قاطبة حاجبيها : اُسامحك علي ماذا ؟!